عدد المساهمات : 982 نقاط : 57134 التميز : 16 تاريخ التسجيل : 10/04/2009
موضوع: الثورة التونسية وصوت الحرية الأربعاء يناير 26, 2011 8:33 am
لم يكن يعلم ذلك الشاب العشريني الجامعي والعاطل عن العمل في قرية سيدي بوزيد التونسية محمد البوعزيزي رحمه الله ، والذي كان يسترزق من عمله بائعاً متجولاً بشكل مؤقت ، علٌها تتحسن الأمور في بلاده ويجد مايستحقه من مستوى وظيفي ، وبعد أن تمٌت مصادرة عربته المتجولة بكل أنانية من قِبل مسؤولي القرية ، العربة التي كان رحمه الله يقتات هو وأسرته من يسير ونزر فضلها ، ماأدى بهذا الشاب وبعد أن تملٌكه اليأس أن يحرق نفسه بالكهرباء إحتجاجاً ع هذه المصادرة الجائرة والظالمة . .. أقول : لم يكن يعلم أنه بهذا العمل فجٌر ثورةً شعبية أطاحت برئيس بلاده ، والذي هرب أخيراً بطريقة جبانة مُقززة ، كما أطاحت بحاشيته التي عاثت فساداً في بيت مال المسلمين ومصالحهم الشرعية ، وحوٌلت البلد إلى مزرعة خاصة بالرئيس وزوجته وأقاربهما ، كما في (جُل) الدول العربية . إن ماحدث في تونس درس لكل الأنظمة العربية التي ظنٌت لوهلة أنها دجٌنت شعوبها ، فتونس رغم الفساد المستشري في أوصال نظامها تُعتبر أفضل بكثير في مقاييس النزاهه بالنسبة لدول عربية لازالت تمارس أبشع الظلم والفساد . .. وماحدث أيضاً هو درس لكل الشعوب العربية التي لم يزل يُمارس عليها أبشع أنواع الديكتاتورية ، وأسوأ أنواع التدجين ، ولم تزل ثرواتها تُنهب ، ومصالحها تُنتهك بإسماء وشعارات ظاهرها الحق ، والتي أثبتت التجارب بأن مايُراد بها باطل . درس للشعوب بأن لا ترضخ لحكٌام الفساد ، وأن لا ترضخ لأنظمة الإستبداد والقمع وأزلامهم وحواشيهم ، فهم أضعف وأجبن وأصغر مما يحاولوا الظهور عليه من هيلمان خدٌاع ، فتونس أرض الياسمين ، الأرض الوادعة هي القُدوة الآن ، وهي عود الثقاب الأول في التغيير السلمي في المنطقة ، والذي إشتعل ليُشعل أعواد الثقاب في المنطقة ، كما في أحجار الدومينو . ورحم الله إبن القُطر التونسي الشاعر الرائع الحكيم ( أبوالقاسم الشابي) ، والذي كان في عُمر هذا الشاب البائس الذي أحرق نفسه رحمه الله حيث قال : إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بُد أن يستجيب القدر ولا بُد لليل أن ينجلي ولا بُد للقيد أن ينكسر