بعد أن استلم تدريب منتخب انجلترا في كانون الثاني/يناير عام 2008، حقق الايطالي فابيو كابيللو سجلا لافتا إذ فاز الفريق في 12 مباراة من أصل 15 خاضها تحت إشرافه، سبعة من هذه الانتصارات جاءت في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، وقد يحجز المنتخب الانجليزي مقعده في النهائيات يوم 9 ايلول/سبتمبر المقبل إذا فاز على ضيفه الكرواتي في ملعب ويمبلي، علما بان المنتخب الأخير أقصى نظيره الانجليزي عن نهائيات كأس أوروبا 2008.
تحدث مدرب روما وميلان وريال مدريد السابق إلى موقع FIFA.com في جوهانسبرج خلال مقابلة خاصة تمحورت حول الأسباب التي دعته للمجيء إلى جنوب أفريقيا خلال كأس القارات FIFA، وحول برنامجه لبلوغ منتخب انجلترا نهائيات كأس العالم FIFA 2010، وقلقه حول الإصابات لمفاتيح لعب فريقه وكيف يمكن أن تقف حائلا دون إحراز فريقه لكأس العالم FIFA المقبلة في 11 تموز/يوليو عام 2010.
خلال هذه المقابلة التي دامت 15 دقيقة والمتوفرة على الفيديو من خلال الضغط على الرابط الموجود بالجهة اليمنى، يحاول كابيللو أن يتوقع أي من لاعبيه يملك القدرة على أن يقتفي أثره في مجال التدريب ولماذا يشعر بأنه في حاجة إلى تجديد دماء الفريق دائما كي يبقي على تصميم اللاعبين وتركيزهم في نهائيات العالم المقبل.
FIFA.com: سيد كابيللو ما هو السبب الذي دعاك للمجيء إلى جنوب أفريقيا؟
كابيلو : "انا هنا لأنني آمل أن أعود العام المقبل ونحن في صدد البحث عن مكان نقيم فيه خلال النهائيات. لقد تسنى لي متابعة بعض المباريات وكانت مفيدة لي. الأمر مختلف عندما تتابع إحدى المباريات مباشرة وليس على الشاشة الصغيرة. عندما تكون متواجدا في الملعب شخصيا تستطيع أن ترى مراكز اللاعبين وقدرتهم".
في ما يتعلق بالمكان الذي سيقيم فيه المنتخب الانجليزي، أي نوع من الأماكن تفضلون؟
نتطلع إلى التواجد في مكان عال ويجب أن نأخذ في الحسبان أيضا نوعية الملاعب والفنادق، هذه أهم ثلاثة عوامل ننظر إليها".
هل سنحت لك الفرصة لزيارة معالم جنوب أفريقيا؟
كلا، مهمتي تقتصر حاليا على إيجاد مكان مناسب لإقامة المنتخب الانجليزي العام المقبل في كأس العالم، لكنها المرة الرابعة التي ازور فيها جنوب أفريقيا.
بعد أن تابعت مباريات عدة في كأس القارات FIFA، ما هي التجربة التي تعتقد بان المنتخب الانجليزي سيعيشها في جنوب أفريقيا العام المقبل؟
أولا، آمل أن يكون المشجعين معنا! هذا هو الأهم! لكن جنوب أفريقيا بلد مثير، سيجدون الكثير للقيام به.
في تاريخ نهائيات كأس العالم FIFA، البرازيل هو المنتخب الوحيد الذي فاز ببطولة خارج قارته، هل تعتقدون بان انجلترا تملك القدرة على مخالفة هذا التقليد؟
البرازيل هي أفضل منتخب في تاريخ كرة القدم، وخير دليل على ذلك عدد الكؤوس التي نالتها. لن يكون الأمر سهلا، لكننا نملك الفرصة لتحقيق ذلك. أنا دائما أسعى للفوز مع الفرق التي أشرفت على تدريبها. منهجي هو انه عندما تواجه أي منتخب فيجب أن تلعب من اجل الفوز. آمل أن نتمكن من ذلك".
من ترشح من المنتخبات الأخرى للمنافسة على اللقب؟
لا استطيع قراءة الغيب، ولا ادري أي منتخب سيتأثر بالإصابات. إذا افتقد احد المنتخبات أهم لاعبيه، فانه سيتأثر بلا شك بهذا الأمر. اللاعبون البارزون في كل منتخب يلعبون دورا هاما في نجاحه. تستطيع أن تضع التكتيك الذي تريد، وتبث روحا جماعية داخل صفوف المنتخب لكن اللاعبين البارزين الذي يستطيعون أن يخلقوا شيئا جديدا هم الذين يستطيعون تغيير مجرى المباراة".
بالطبع، كون المباريات ستقام على علو شاهق، التأقلم هام جدا، هل تنوون القيام بمعسكر تدريبي للمنتخب الانجليزي في إحدى الدول المجاورة قبل انطلاق نهائيات كأس العالم FIFA العام المقبل؟
نفكر بالذهاب إلى النمسا قبل انطلاق كأس العالم المقبلة والمجيء إلى جنوب أفريقيا قبل أسبوع من انطلاق البطولة. لم نتأثر بفارق التوقيت وفي ما يتعلق بالتأقلم مع الأجواء المناخية الجديدة، فان الأمر لا يحتاج إلى أكثر من أسبوع.
على مر السنوات حصدت العديد من الألقاب في أول موسم لك مع مختلف الأندية التي أشرفت على تدريبها. ما هو سرك، وماذا تفعل لكي تحقق نتائج ايجابية بهذه السرعة؟
الأمر الأكثر أهمية هو ان تفهم أين تعمل، طباع اللاعبين وعقلية البلد والمدينة التي تعمل فيهما. على سبيل المثال، الناس في ميلانو متحفظون، أما في روما فهم شغوفون. تستطيع القيام بأشياء كثيرة لكن يتوجب عليك أن تفهم عقلية المكان الموجود فيه. ثم تقوم بما تظن بأنه سيساعد اللاعبين والفريق. لكني اعتقد بأنني نجحت لأنني عملت دائما مع لاعبين رائعين، كنا دائما متحدين وعملنا سويا نحو هدف واحد.
يبدو أن المنتخب الانجليزي ارتقى مستواه وحقق نتائج ايجابية منذ أن توليت الإشراف عليه. هل تظن بان هناك جوانب يمكن تحسينها في المستقبل أيضا؟
عندما بدأنا أول حصة تدريبية، كنت سعيدا جدا. لكن بعد المباراة الرسمية الأولى ضد سويسرا أيقنت لماذا يواجه المنتخب الانجليزي مشكلة. المشكلة كانت ملعب ويمبلي، المشكلة كانت عدم وجود ثقة بالذات. المشكلة كانت المجموعة، كان هناك العديد من المشاكل، لكنني عملت على هذه المشاكل والنتائج كانت ايجابية حتى الآن".
إذا نجح المنتخب الانجليزي افتراضا في التأهل خلال الجولة المقبلة من التصفيات المقررة في ايلول/سبتمبر، هل ستقوم بتجارب في المباريات الدولية التي ستليها أو انك تعتقد بأنه من الأفضل الحفاظ على تشكيلة ثابتة؟
من الممكن أن نجري بعض التجارب في التشكيلة الأساسية، لان هذا الأمر هام جدا. لقد قمت بهذا الأمر في المباراتين الوديتين الأخيرتين ضد ألمانيا واسبانيا، وربما الجأ إلى هذا الأمر في المستقبل".
كيف تنوي الحفاظ على تركيز اللاعبين وتصميمهم في المباريات الدولية الهامة بين الفترة التي سيتأهل فيها المنتخب والنهائيات المقررة في حزيران/يونيو المقبل؟
إنها مهمة صعبة لنا. يتوجب عليك دائما الاحتفاظ بتركيزك، عليك أن تدرس الموسم والمباراة الأولى التي تخوضها في نهائيات كأس العالم. الأمر ليس سهلا لأنه في بعض الأحيان في نهاية الموسم، يشعر اللاعبون بالتعب وبالتالي يجب أن تجد طريقة من الأعداد يكون فيها اللاعبون جاهزين لخوض المباراة الأولى.
في بطولات أقيمت في السنوات الأخيرة خسر المنتخب الانجليزي لاعبين بارزين في النهائيات وهذا ما جعل حظوظه في إحراز اللقب تتلاشى. هل أنت واثق من وجود عناصر قادرة على الحلول مكان المصابين في حال حصول هذا الأمر؟
لا ادري ماذا سيحصل. تحاشي إصابات اللاعبين البارزين في غاية الأهمية بالنسبة إلينا. بعض اللاعبين هم أساس المنتخب، وآمل أن يكونوا في كامل لياقتهم البدنية. أتذكر باني خضت نهائي دوري أبطال أوروبا من دون أربعة لاعبين أساسيين بداعي الإصابة وخسرت. آمل ألا أعيش هذه التجربة من جديد.
قبل فترة اعتبرت بان السير بوبي تشارلتون هو أفضل لاعب انجليزي بنظرك. هل تعتقد انه بعد أربعين عاما سيعتبر مدرب انجلترا الشيء نفسه في ما يتعلق بديفيد بيكهام نظرا لما يمثله كلاعب وكشخصية؟
"لعبت في خط الوسط شخصيا وكنت اعشق كيفية تحرك بوبي تشارلتون في الملعب، كيف كان يمرر الكرات الطويلة وطريقة تسديده باتجاه المرمى. لطالما أتذكر هذا الأمر، ولا ادري ماذا يخبئ المستقبل لديفيد بيكهام!"
وأخيرا، مَن مِن اللاعبين الذين عملت معهم منذ أن استملت تدريب المنتخب تعتقد بأنه يملك القدرة على أن يصبح مدربا ناجحا في المستقبل؟
عموما، ينجح في هذه المهمة لاعبو خط الوسط. عندما تنظر إلى ايطاليا والمدربين الايطاليين الناجحين فان معظمهم لعبوا في خط الوسط سابقا. لا ادري ما إذا كان فرانك لامبارد أو غاريث باري أو اوين هارجيفز او ستيفن جيرارد سيصبحون مدربين، لكن عندما تلعب في خط الوسط ترى المباراة من منظاري الهجوم والدفاع، ولهذا السبب اعتقد بان لاعبي خط الوسط يستطيعون قراءة اللعب بطريقة أسهل من غيرهم".