رغم انتشار عادة مضغ العلكة لدى كل الشعوب على مر العصور، إلا أن النظرة لها كانت دائماً سلبية، لكن أبحاث علمية حديثة أكدت أن مضغ العلكة فوائد للقلب والمخ والجسد ويساعد على التحصيل العملي ويقلل من التوتر والصداع...الخ.
انتشرت عادة مضغ اللبان في كل مكان في العالم ولدى كل الشعوب على مر العصور، وكشفت الحفريات أن هذه العادة يرجع تاريخها للعصر الحجري، حيث أظهرت الحفريات بقايا للبان على الأسنان. إلا أن بيع العلكة تجارياً قد بدأ منذ 140 عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما قرر الأمريكي توماس آدامز أن يصنع قطع اللبان ويبيعها عام 1869. ورغم انتشار عادة مضغ العلكة بشكل كبير بين كل الشعوب، إلا أنها مازالت تعاني من الصورة السلبية المرتبطة بها، فمضغ العلكة مازال ينظر إليه كعادة سيئة تدل على قلة الاحترام والتراخي أو أنها علامة التوتر العصبي.
مضغ العلكة يحسن من أداء المخ
لكن العلماء اكتشفوا الآن بشكل مؤكد أن مضغ العلكة له آثار إيجابية على جسم الإنسان وعلى نفسيته، حسب تقرير تنشره مجلة "هيلثي ليفينغ" أو "الحياة الصحية" في عددها الصادر الأربعاء 15 يوليو/تموز 2009. وبذلك يمكن للشباب والمراهقين الرد على الانتقادات التي توجه لهم بالإقلاع عن مضغ العلكة. فقد أظهر عدد من الدراسات الحديثة أن العلكة تساعد على التخلص من التوتر وتخفف من انقباض العضلات بسرعة: فحركة المضغ المستمرة، تساعد على ارتخاء عضلات الفك والرقبة وتساعد بذلك على التقليل من مرض الصداع الناجم عن التوتر، ومن ناحية أخرى، فهي تساعد على التخفيف من الضغوط النفسية. كذلك توصل باحثون بريطانيون إلى أن المضغ يساعد على زيادة سرعة ضربات القلب وبالتالي يساعد على إمداد المخ بالأوكسجين وبالمواد الغذائية، مما يسمح بتحسن أدائه وتحسن عملية التفكير.
أطباء التغذية ينصحون بمضغ العلكة لمن يتبعون حمية غذائية
ناحية أخرى، يساعد مضغ العلكة في تنشيط عملية الأيض، وبالتالي يساعد على إذابة طبقات الدهون المخزونة في الجسم، وهو ما يجعل خبراء التغذية ينصحون بمضغ العلكة للراغبين في تخفيض وزنهم. كذلك يعد مضغ اللبان حلاً جيداً بالنسبة لهؤلاء الذين يتبعوا حمية غذائية، بدلاً من منعهم تماماً من الحلويات، فالعلكة تحتوي على نسبة ضئيلة من السعرات الحرارية، وتقلل من الشعور بالجوع. ومن جانبه، ينصح ديرك كروب، المتحدث عن مبادرة "برودينت" لصحة الأسنان، في مجلة "هيلثي ليفينغ" بالاعتماد على أنواع العلكة الخالية من السكر، والتي تحتوي على مادة زيلتول، التي تساعد على مقاومة تسوس الأسنان على حد قوله، وأضاف: "لا يجب المبالغة، ولكن مضغ علكتين أو ثلاث يومياً قد يعد مكملاً لوسائل العناية المعتادة بالأسنان".
بحث أمريكي: مضغ العلكة يحسن درجات التلاميذ في مادة الرياضيات!
يذكر أن باحثين أمريكيين كانوا قد أكدوا في أبريل/نيسان الماضي أن مضغ العلكة قد يحسن الأداء العلمي لتلاميذ المدارس. وأشار فريق الباحثين بقيادة كريج جونستون من كلية طب بايلور في هيوستون إلى أن الطلاب الذين كانوا يمضغون العلكة أثناء دروس الرياضيات حققوا درجات أعلى في اختبار موحد للرياضيات بعد 14 أسبوعا ودرجات أفضل في نهاية الفصل الدراسي مقارنة مع الطلاب في الفصل نفسه الذين لم يمضغوا العلكة. وشملت الدراسة 108 تلميذاً تراوحت أعمارهم بين 13 و16 عاما في مدرسة في هيوستون بولاية تكساس تخدم في الغالب الطلاب محدودي الدخل من ذوي الأصول اللاتينية.