التدخل في الخصوصيات الفردية
يمنح المجتمع لكل منا حق إقامة سياج يحفظ بها خصوصياته الفردية ، غير أن الكثيرين
لا يعترفون بهذه المتاريس فيبيحون لأنفسهم حق اختراقها و التدخل في كل صغيرة و كبيرة
في شؤون الأصدقاء و الأقارب إلى درجة ينفون بها وجود الشخصية التي يخاطبونها.
فهذا ينتقد طريقة اللباس و الأكل ( رغم كونها مباحة) و ذاك يسجل ملاحظاته على نمط
العيش ( و لو كان شرعيا) و هذه تضني صديقتها بكثرة تعاليقها عن حياتها الزوجية
و تلك تعيب على زميلتها تصرفاتها و سلوكاتها الشخصية ( و لو كانت مطابقة للشرع)
و إذا ما رفعتَ أمام هذه الفئة راية الخصوصيات الفردية و أردت أن ترُدّهم على أعقابهم
يرمونك بسيل من العبارات من قبيل: ألسنا أصدقاء ؟ و هل تشك فيّ ؟أنا لا أريد لك سوى
الخير؟ أريدك أن تكون مثل الآخرين في نمط عيشهم و هندامهم و حركاتهم...
و لا يقتصر التدخل في الخصوصيات على الناس الأميين ، بل لم يسلم من الوقوع فيه
حتى المثقفين ، إما بغرض فرض الرأي أو التسلط أو التطفل. و لا يخفى على أحد
مخاطر هذا التطفل و حشر الأنوف في الأمور الفردية إن وُجـِد من يدود عليها ، فكم
نشبت مشادّات كلامية و ملاسنات و حدثت مشاكل بل و قطيعة بين الأحبة في حالة ما
تشبت الطرفان برأييهما ، و إذا تم التوافق بينهما فعلى حساب الشخص المنتهكة
خصوصياته و الذي سيبقى دائما تحت السيطرة.
و أقبح نوع في التدخل في الخصوصيات هو ما يتعلق بالحياة الزوجية عندما تـُناقـَش بين
الأصدقاء أو بين الصديقات ( لا أقصد النقاش من أجل إيجاد حلول لمشاكل ما ، و لكن
أقصد حشر الأنوف فيما لا يعنينا ).و هذا ما يسمى في الشرع بتخبيب الزوجة أي تغيير
فكرها و حالها لتنتفض ضد زوجها ( كالمطالبة بزيادة النفقة و تغيير نمط العيش المعتاد)
محاور النقاش :
1 لماذا لا يؤمن الكثيرون بوجود شيء اسمه الخصوصيات الفردية ؟
2 ما نظرتك للظاهرة المستشرية في مجتمعنا ؟
3 هل تكره أن يـُتـَدخــَّل في خصوصياتك ؟ و إن حصل لك ذلك كيف تتصرف ضد
المــُنـْـتـَهـِـــك ؟
4 هل أنت ممن يتدخلون في خصوصيات الآخرين ؟ لماذا تفعل ذلك ؟ كيف يكون
موقفك ممن يحاول ردك ؟
5 ألا ترون معي أن التدخل في الخصوصيات لا يستهان بالمشاكل و الخلافات التي
يسببها بين الأحبة ؟